Monday, June 4, 2007

المنظومة الشكلية لجماعة الإخوان ... مصحف وسيفان



والآن مع هذا الموضوع حول شعار جماعة الإخوان المسلمين "مصحف وسيفان"
هل السيف دلالة للعنف والارهاب. ولماذا المصحف؟

المصحف ...

اشارة للقرآن الكريم كلام الله منزل على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأنه الدستور والمنهج الذى تسير عليه جماعة الإخوان المسلمين، وتستقى من بين سوره وآياته فهمها لشمولية الاسلام، " إن القرآن الكريم كتاب جامع جمع الله فيه أصول العقائد و أسس المصالح الاجتماعية , و كليات الشرائع الدنيوية , فيه أوامر وفيه نواهيه" وتأخذ منه ضوابط وقيم وحدود مشروعها الاسلامى الذى أول ما يعنى يعنى بالفرد واصلاحه مرورا بالبيت والمجتمع والحكومة وانتهاء بنشر قيم الاسلام وسماحته وعدالته فى ربوع الأرض.


السيفان ...

ليس استخدام السيفين تعبير عن القوة فحسب، بقدر ما هو رمز يعبر عن الأصالة والشيم الأخلاق الكريمة، بما للسيف من قيمة وشرف فى تاريخ هذه الأمة وماضيها. رمز يعبر عن العزة والرفعة والاباء

وإن كان فى ذات الوقت يشير السيف للقوة الرشيدة التى لا تستخدم إلا بحقها ولا تستخدم إلا فى وقتها، وحقها ووقتها هو الدفاع عن أراضى الإسلام والزود عن حياضه، فهو إذن سيف وقوة محكومة بتعاليم الإسلام وأحكام القرآن الذى يعلو على السيف.
يقول فى ذلك الأستاذ عمر التلمسانى فى كتابه ذكريات لا مذكرات :

".. أنهم يسفهون رأى الامام الشهيد فى ربط المصحف بالسيف رباطا رقيقا دقيقا مع إيمان الإخوان بأن الاسلام دين إقناع وحجة وبرهان إن هذا الظن أو هذا التسفيه لا يمكن أن يصدر من عقل به ذرة من سلامة التفكير . أنظر الى العالم كله فى جميع قاراته ألا ترى أن الدعوة الى السلام قائمة على قدم وساق بالمؤتمرات وأجهزة الاعلام وكتب الداعين الى السلام .
ألا ترى أن إسرائيل نفسها تتباكى طالبة العيش فى سلام داخل حدود آمنة ؟ هل مر بنا يوم لم نقرأ فيه شيئا عن السلام العالمى والرغبة الملحة فى أن يسود الدنيا السلام حتى كدنا نمل من كلمة السلام العالمى التى يستعملها المرشحون لرئاسة دولهم ؟ ثم ماذا نرى بعد هذا ؟ نرى العالم كله يتبارى فى اختراع الأسلحة المهلكة المبيدة للبشرية وتنفق فى سبيل اختراع وسائل الدمار ألوف الألوف من الملايين ثم تدعى كل أمة بعد ذلك أنها أمة السلام والأمان والهدوء والاطمئنان . لماذا كل هذا ؟

أليس للدفاع عن الحرية المزعومه والسلام المنشود. إن الورد يحتاج الى شوك يحميه والاسلام دين السلام والدعوة اليه لا تكون إلا بالاقناع والدليل { أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن } . ولم يقبل رسول الله صلى ا لله عليه وسلم إلا هذا فى بدء الرسالة رغم ما أنزله المشركون بالمسلمين من تشريد وتعذيب وقتل . وكان الرسول يمر على المعذبين فيقول " صبرا آل ياسر إنى لا أملك لكم من الأمر شيئا إن موعدكم الجنة “ ..ولما أذته ثقيف لم يهمه من أمر كل هذا الايذاء إلا رغبته فى ألا يكون بربه غضب عليه وصبر على الايذاء حتى اضطر الى هجرة أول أرض مس ترابها جسده الشريف . وياليتهم لما هاجر تركوه ولكنهم أمعنوا فى تهديده ومحاولة القضاء على دعوته ومهاجمته فى عقر مهجره فاضطر ولا مناص الىا لدفاع عن عقيدته ومن آمن بها وهكذا كان الامام الشهيد أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ رأى محقا أن الحق لا بد أن تكون له قوة تدافع عنه وتحميه تنفيذا لقوله تبارك وتعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } ولعله لم يفتك فى مقام الاعداد أنه كان للإرهاب لا للقتال ولا للاعتداء ولا للاستعمار والاستعباد .

وهذه معاهدة السلام التى عقدت مع اسرائيل .. ما بال حكومتنا تقوى جيشها وتدعمه وهى داخلة فى معاهدة سلام ! هل يعد هذا الجيش لمحاربة المسلمين ؟ أبدا ولا يمكن ! هل تنفق الأموال الطائلة فى تسليح جيشنا سفها وتبذيرا ؟ لا وألف مرة ولكن حق كل أمة فى الحياة يحتم عليها أن تكون قوية مرهوبه الجانب لا يعتدى عليها أحد أو يسلب حريتها .. هكذا فعل الامام الشهيد إذ كانت مصر محتلة واليهود يطأون أرض فلسطين فأراد أن يلفت نظر المسلمين الى أن الاسلام الضعيف الواهى المتخاذل يكون نهبة لكل ناهب ومطمعا حتى لشذاذ الآفاق ومن لا يستطيع الدفاع حتى عن نفسه . حقيقة أراد الامام الشهيد أن يقيمها أمام أنظار المسلمين يوم أن وضع المصحف بين سيفين إن هذا الشعار الذى لا يرضى أعداء الاسلام لا يزال ألزم لنا من أى وقت مضى ..
اليهود احتلوا الجولان وغزوا لبنان ويهودون الضفه الغربية وغزة ويعتدون على المساجد ليحولوها الى معابد يهودية وسيناء لا تزال مجردة من السلاح رغم كل ما يقال عن عودتها إلينا . لهذا وضع الامام الشهيد العقيدة بين شفرتى السيفين حتى يظل المسلمون ذاكرين لكل بلادهم السليبة المنهوبه وسيظل هذا الشعار الاخوان المسلمين الى أن تحرر كل أرض إسلامية من احتلال عسكرى أو سياسى أو إقتصادى أو فكرى وسيظلون يعدون أنفسهم لتحقيق قوله تبارك وتعالى : { وجاهدوا فى الله حق جهاده } . "


وبقى أخيرا أن نشير أن كثيرا من أعلام الدول ورموزها تحمل مثل هذه الرموز كأعلام العديد من الدول الأوروبية التى تتخذ السيف رمزا أو الصقر أو الأسد ولم يعب عليها ذلك

No comments: